المخلوعون الأحرار!


المخلوعون الأحرار!
     في الوقت الذي تتم فيه معالجة قضايا المجتمع بعيداً عن العنصرية و الطائفية البغيضة، ليكون الشعار دائماً عدم الفصل بين عنصري الأمة على أساس الدين أو اللون أو الجنس... تأتي معالجة قضايا المرأة لتمثل نوعاً من الفصل التعسفي بين عنصري الأسرة، التي تشكل اللبنة الأولى للمجتمع كله.
     و رغم إعجابي الشديد بما تكتبه الدكتورة منى حلمي المعبرة عن قضايا و مشاكل المرأة، بشكل يحسدها عليه باقي بنات جنسها؛ فاسمحوا لي أن أتوقف قليلاً عند مقالها الأخير بعنوان (العنف ضد النساء) فعقب مطالعتي لهذا المقال شعرت أن الكاتبة عائدة لتوها من زمن سحيق، لتذكرنا بما مضى أمره، و انقضى عمره: زمن (مشكاح) قبل أن يتم سلخه، وزمن (سي السيد) قبل أن يتم خلعه!.
     و أعرض بعض العبارات الواردة بالمقال المشار إليه، و التي ارتدت فيما مضى رداء الحقيقة، لكنها أضحت الآن ترفل فى ثياب الطرافة:
(هناك اغتصاب يقع على الزوجة من قبل زوجها، لكنه اغتصاب مشروع و مقنن)! (المرأة قانعة بآخر الطابور)! (النساء يخضعن لأوامر و نواهي الزوج المدلل)! (المرأة المتزوجة تتعرض للضرب و الإهانات النفسية بحكم أنها الأضعف)! (الطاعة مقابل الإنفاق تجبر الزوجة على امتصاص كل تصرفات الزوج)! (شعور الزوجة بعدم الأمان و وقوعها تحت التهديد الدائم بالاطلاق عنف آخر)!...
     و يستشرف المقال المستقبل القادم متبنياً قانوناً جديداً لضرب الزوج من خلال عبارات منطقيـة مثل: (السـؤال مـن الذى يؤدب و يهذب الزوج؟!)! (لا تنشـغل الثقافة الذكورية بكيف تنفس الزوجة الغاضبة المقهورة عن غضبها و قهرها)! ( الأكثر غرابة بالطبع لا تمنح الزوجة حق ضرب الزوج للتنفيس عن الغضب والقهر!)!...
إنه تحريض واضح و صريح على العنف المضاد (عنف لابد من مواجهته و فهمه و اعتباره ضريبة لا مفر منها، يدفعها كل الأحرار ـ المخلوعون ـ على درب التحرر)!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشـر مقالي هذا في باب (حوار الأسبوع) بمجلة روزاليوسـف بتاريخ 26 / 2/ 2000 صفحة 78