المبادرات الخواجاتية!


المبادرات الخواجاتية!
     على طريقة (واحد مخصوص وصلحه) تأتي المبادرات الخارجية لإصلاح الحياة السياسية في العالم العربي، و لسان حالها ينطق بلهجة آمرة و واثقة (اشرب لازم تشرب)!.
     فقد عبأوا (الديمقراطية) في زجاجات مياه غازية! و (الحرية) في كبسولات منشطة قوية! و كوكتيل (الشرق أوسطية) عصير/ سلاطه/ مهلبية... و لم يتبق سوى أن تفتح الشعوب العربية أفواهها لا لتتكلم أو تقول رأيها، إنما لتتجرع الدواء الزعاف!.
     (واحد إصلاح و صلحه) ليحبسوا به الهوية، و تتوه معالم الخصوصية القومية، علماً بأن تلك المبادرات الأجنبية لا تستطيع أن تهضمها المعدة الشعبية، و لا حتى تبلعها من أصله؛ لأن هناك عظمة واقفة في الزور نتيجة لعبة شلح و صلح؛ التي يلعبونها معنا للتسلية من آن إلى آن، بهدف إدخالنا في حالة توهان؛ تبعدنا عن القضية الجوهرية (الفلسـطينية ثم العراقية)!.
     إن ما نفتقده حقاً في تلك المبادرات الخواجاتية هو صراحة و صدق و شفافية النادل حين يصيح بملئ فيه و بلكنة بيجوهية: و آنداك و اخد إصلاخ مفقوس و ريخه!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في باب (حوار الأسبوع) بمجلة روزاليوسـف العدد{3955} بتاريخ 27 /3 /2004 صفحة 71