الباشوات الجدد!

الباشوات الجدد!
     عقب إلغاء (الباشاوية) و (الباكوية) أوئل الخمسينات تمسك البعض باللقب، الذي يعقب الاسم، أو في أحيان كثيرة يكون بديلاً عنه، و رغم أن صفتي الباشا وابنه البيه، هما من الصفات التي تذكرنا بعصور الإقطاع و الاستبداد؛ نجد رجال هذا العصر يحرصون على اللقب، حتى أضحى الجميع يتمتعون بما يظنون أنه يضفى عليهم وجاهة و أبهة وتميز، و أصبح يغني عن الاسم في لغة الحوار العادى فيما بيننا فنقول مثلا: (أيوه يا باشا)! (ماشي يا بيه)! و تصدر من أي أحد لأى أحد ـ دون تمييز و لا يحزنون ـ حتى وصـل الحال إلى أن يطلق البعض، من باب الإعجاب لقـب (باشا) على راقصة لولبية لا تثبـت على وضع، مثيرة بذلك الانتباه و أشياء أخرى!...
     و في مجال الوظائف و الأعمال، نجد صفة مهندس يسبقها دائما (باش) و أصبح تعبير (باشمهندس) يطلـق أيضـا علــى السباك و الكهربائى و المبلط و مبيض المحارة!، و (بـاش كاتب) و (باش محضر) ما زلنا نطلقها على موظفين عموميين!.
     أما الخلط بيـن طبيـب و دكتـور ـ محـام و أسـتاذ ـ معلـم و مدرس... إلخ!؛ فهو ما يحتـاج إلى بعض التأمل، فكل طبيب فور تخرجه في كليته نطلق عليه لقب (دكتور) و هى الصفة التي لا يستحقها سوى الحاصل على درجة الدكتوراه العلمية ـ سواء في الطب او في غيره من العلــــوم ـ و كذا كل مُعلم فور تخرجه في كليته أو معهده، نطلق عليه صفة (أستاذ)!.
     لقد أصبحنا في حاجة ملحة الآن ـ أكثر من أي وقت مضى ـ إلى مواجهة هذا الأمر، و تصحيح تلك الشكليات قبل أن تزداد الأمور اختلاطاً؛ فيخرج علينا من يدعي لنفســه صفة (باش بلطجي) أو (باش مغتصب) أو(باش...) و يقولها بكل فخر و اعتزاز!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر مقالي هذا في باب (حوار الأسبوع) بمجلة روزاليوسف العدد{1 7 7 3} بتاريخ 16/9 /2000 صفحة 70