أمنا الغولة
عندما رأيتهم يرتكبون
ـ كما اعتادوا دائماً ـ المذابح و المجازر في حق شعب أعزل، و يستولون على أراضيهم
و يدنسون المقدسات و يتحدون المشاعر؛ استدعيت من الذاكرة حكاية جدتي ـ رحمها الله
ـ عن (أمنا الغولة)، التي غريزتها الأزلية الالتهام و أكل اللحم قبل العظام؛ فهاهم
غيلان هذا الزمان بعيونهم الحمراء بلون الدم، و نجومهم السوداء بلون الهم و الليل
البهيم؛ قد أزالوا الأقنعة السوداء، و صرحوا بلا حياء و فى وضح النهار، بأن الصراع
بينهم و بين الشعب الفلسطيني ليس صراع حدود، و لكنه صراع وجود، ليظهر بذلك الوجه
الحقيقي للسفاحين القتلة آكلي الحقوق و هضمها، بتحد سافر و دم بارد، يجسد للعيان
حكاية الغيلان (الشياطين) الذين يفضل الفلسطينيون رجمهم بالحجارة كما يفعلون
بإبليس اللعين في موسم الحج.
ويأتي انعقاد قمة العرب التي طال انتظارها
لتؤكد تحدياً لأساليب الهيمنة والغطرسة التي يمارسها (الغيلان الآن) و سيصدق المثل
(إذا اجتمعت الملائكة ارتعد الشيطان).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في باب (حوارالأسبوع) بمجلة روزاليوسف العدد {3776} بتاريخ21/10 /2000 صفحة 69
نُشر مقالي هذا في باب (حوارالأسبوع) بمجلة روزاليوسف العدد {3776} بتاريخ21/10 /2000 صفحة 69