ميكرفون لكل مواطن!
لم يعد يكتفى الفوضويون بحناجرهم الغليظة بل
أصبحوا يستعينون بمكبرات لأصواتهم الأجشـة، و هم يخوضون في أي مكان و مجال؛ لا فرق
عندهم بين رواق و أسواق، و لا بين دنيا و دين؛ حتى أضحت الشكوى من هذا الإزعاج
المميت على كل لسان، بسبب هذا الاختراع المقيت الذي يحاصرنا من كل اتجاه و يقتحم
علينا البيوت من غير إحم و لا دستور!: ميكرفون يبيع خضار، و آخر يلعن الكفار...
ميكرفون في شادر و آخر في سرادق!.
و ليس غريباً في ظل فوضى استخدام الميكرفونات
أن تصبح تلك وسيلة المدرس في تدريس مادته، و الطالب في عرض إجابته، و الطبيب في
إعطاء نصائحه، و المريض في التعبير عن ألمه، و الأب في توجيه أبنائه، و المحامى في
دفاعه، و فى الحوار العادي بين المواطنين!.
عندئذ نصبح بلد ميكرفونات صحيح... و يكون
عندئذ شعار المرحلة: ميكرفون لكل مواطن ـ حق المواطن في الفوضى ـ خذوهم بالصوت ـ
ميكرفون و نبوت و لا أحد يموت ـ لا أعلم و لكني أزعق!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشـر مقالي هذا في باب (حوار الأسبوع) بمجلة روزاليوسـف العدد{3901} بتاريخ 15/3/2003 صفحة 93
نُشـر مقالي هذا في باب (حوار الأسبوع) بمجلة روزاليوسـف العدد{3901} بتاريخ 15/3/2003 صفحة 93